الاثنين، 6 يونيو 2016

فصل : أحكام الصيام

رسالة الصيام لمحمد الأنور آل كيال

فصل : أحكام الصيام

كتب : محمد الأنور آل كيال :

قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) " ( البقرة ) .

يؤخذ من الآيات السابقة ما يلي :

أولاً : أن الله كتب علينا الصيام كما كتبه على الذين من قبلنا .

ثانياً : الصيام أيام معدودات .

ثالثاً : من كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر .

والضعف مرض , فمن كان ضعيفاً فله أن يصوم في أيام أخر .

والحائض مريضة ضعيفة فلها أن تصوم في أيام أخر , ولكن إن صامت فصيامها صحيح , والأفضل أن لا تصوم وقت ضعفها وتصوم وقت قوتها , فإذا صامت وقت ضعفها فقد عصت أمر ربها وشددت على نفسها وأهلكتها أو كادت .

ومن قال ببطلان صلاة وصيام وطواف الحائض وبحرمة مسها للقرآن أو تلاوته فقد نبذ كتاب ربه وراء ظهره وآمن بآثار المجاهيل والمغفلين والمدلسين والوضاعين .

وبرغم بطلان حجية الآثار أقول : لا يستطيع أثري أن يأتي بأثر صحيح السند ينهي الحائض عن الصلاة أو الصيام أو الطواف أو تلاوة القرآن أو مسه .

فالحائض لها حكم واحد فقط مختلف وهو اعتزالها , فلقد نهى الله الرجال عن الاقتراب من الحائض وفي نفس الوقت لم ينهها عن الصلاة أو الصيام أو الطواف أو تلاوة القرآن أو مسه .

قال الله : " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " ( البقرة : 222 ) .

والشيخوخة ضعف فهي مرض فضلاً عن سائر أعراضها ,قال الله : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ " ( الروم : 54 ) .

ولا يوجد للشيخوخة دواء إلى الآن , ولكنهم وجدوا ما يؤخرها فقط , ولقد فرق السابقون بين الأمراض التي يرجى برؤها والأمراض التي لا يرجى برؤها , ومن ثم وضعوا الشيخوخة في الأمراض التي لا يرجى برؤها .

وأقول : ليس على الشيخ صيام لأنه لا يجد دواء لمرضه حتى يطيق الصيام في أيام أخر .

كما أن المسافر دوماً ليس عليه صيام .

رابعاً : من يطيق الصيام ولن يصوم فعليه فدية طعام مسكين .

وبمفهوم المخالفة من لا يطيق الصيام فليس عليه فدية طعام مسكين , كالشيخ  وأي مريض بمرض لا يوجد له دواء إلى الآن , فليس عليهم فدية .

وليس الأمر كما زعمت الفرق الضالة من أن المعنى "لا يطيقونه" أو أن الآية منسوخة , فهذا كلام لا يقبله عاقل , منذ متى وكان معنى الإثبات هو النفي ؟ وكيف يزعم أحد النسخ بينما لا يوجد تعارض بين الآيات ؟ أو كيف لعاقل أن يزعم أن الأثر يلغي أو ينسخ الآية ؟

خامساً : من تطوع خيراً فهو خير له .

سادساً : الصيام خير لنا .

سابعاً : شهر رمضان أنزل الله فيه القرآن .

ثامناً : من شهد شهر رمضان فليصمه .

تاسعاً : يريد الله بنا اليسر ولا يريد بنا العسر .

عاشراً : الله قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه .

الحادي عشر : أحل الله ليلة الصيام الرفث إلى النساء .

الثاني عشر : يبدأ الصيام من تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .

الثالث عشر : ينتهي الصيام بدخول الليل .

الرابع عشر : نهى الله الرجال عن مباشرة نسائهم وهم عاكفون في المساجد .

الخامس عشر : الله بين آياته للناس لعلهم يتقون , ولم يجعل آياته مبهمة حتى يأتي مغفل أو مدلس أو وضاع ليفسرها , ومن ثم فأي أثر مفسر فهو مكذوب .

السادس عشر : لم يخص الله رمضان بتلاوة القرآن أو القيام , فتلاوة القرآن والقيام في كل الشهور , وليسوا في رمضان فقط .

أما أن نجتمع خلف منشد يتغنى بالقرآن في وقت العتمة ونصلي خلفه صلاة ما أنزل الله بها من سلطان فهذه بدعة وليست من الإسلام في شيء .

إن قيام الليل نافلة تصلى في البيوت وليس في المساجد , كما أنها تصلى تهجداً وليس في وقت العتمة , فضلاً عن أنه لا توجد سواقة ـ إمامة ـ في الإسلام , ولكنها السنن فكما حرفت الأمم من قبلنا حرفت أمتنا .

والسؤال : هل الصلاة في وقت العتمة تدل على الحكمة ؟

هل يستطيع من يستيقظ لصلاة الفجر الركوع أو الخشوع في وقت العتمة ؟

هل يستطيع من كان صائماً ثم أكل وشرب مع زوجته في بداية الليل الركوع والخشوع وقت العتمة ؟

لقد صدق عليهم إبليس ظنه , قال الله : " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) " ( سبأ ) .

قال إبليس ولأضلنهم , ولقد صدق , قال الله : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121) " ( النساء ) .

وقال الله : " قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) " ( الأعراف ) .

ــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق