الجمعة، 14 ديسمبر 2018

هل نعتمد على الرؤية أم على علم الفلك ؟

رسالة الصيام
فصل : هل نعتمد على الرؤية أم على علم الفلك ؟

التاريخ الأربعاء 16 مايو 2018 على أحد الصفحات

كتب محمد الأنور آل كيال

يرى البعض الاعتماد على الرؤية ويستدل بالروايات التالية :

"إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين" . ( رواه البخاري ومسلم ) .

" لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلالَ وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ" ( رواه البخاري ومسلم ) .

" صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا ". ( رواه البخاري ) .

"لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له" وفي رواية : "فاقدروا له ثلاثين" وفي رواية : "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له" وفي رواية "فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما" وفي رواية : "فإن غمي عليكم فأكملوا العدد" وفي رواية : "فإن عمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين" وفي رواية : "فإن أغمي عليكم فعدوا ثلاثين" ( رواه مسلم ) .

والسؤال الأول : هل توجد أسانيد صحيحة لتلك الروايات ؟

السؤال الثاني : هل نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ؟ إذا كان هذا وحياً من عند الله أفلا يعلم الله الغيب وأن هذه الأمة ستكتب وتحسب ؟ تعالى الله عما يصفون .

هذا دليل على نكارة المتن , وهذه الروايات تدعو إلى التخلف .

السؤال الثالث : هل نكمل شعبان ثلاثين أم نكمل رمضان ثلاثين ؟ ما الشهر الذي قاله النبي ؟

السؤال الرابع : هل غم أم غمي أم أغمي أم غبي أم عمي ؟ ما الكلمة التي قالها النبي ؟

بعض الروايات يزعم شعبان وبعضها يزعم رمضان , وبعضها يزعم غم وبعضها يزعم غمي وبعضها يزعم أغمي وبعضها يزعم غبي وبعضها يزعم عمي , مما يعني اضطراب المتن , وهذا دليل على أن هذا الكلام ليس وحياً من عند الله , بدون ضياع الوقت في تحقيق السند , قال الله : "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" [النساء : 82] .

بينما يرى البعض الاعتماد على علم الفلك .

وعلم الفلك من العلوم النافعة التي رزقها الله لعباده , وليس علماً محرماً أو شيطانياً .

قال الله : "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" [يونس : 5] .

وقال الله : "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا" [الإسراء : 12] .

وقال الله : "وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ" [النحل : 16] .

وقال الله : "وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى" [النجم : 49] .

وقال الله : "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" [الأنعام : 97] .

وقال الله : "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" [الأعراف : 54] .

وقال الله : "وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" [النحل : 12] .
وقال الله : "وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)" ( يس ) .

وقال الله : "فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)" ( الواقعة ) .

ولا يمكن مطلقا رؤية الهلال بالعين المجردة إذا كانت الزاوية بين القمر والشمس أقل من 6.5 للعين المجردة و 5.5 درجة للمنظار "التلسكوب" .

ولقد توصلت دراسات أجراها عدد من الباحثين في الجزائر والأردن وسوريا والمملكة العربية السعودية أنه على مدى السنوات ال50 الماضية ، فإنه تم الإعلان بشكل خاطئ عن 50٪ إلى 90٪ عن مناسبات دينية استنادا إلى تقارير شهود عيان.

وللتفصيل انظر :

والسؤال : إذا كان لا يمكن مطلقا رؤية الهلال بالعين المجردة إذا كانت الزاوية بين القمر والشمس أقل من هذا الحد , فما الذي كانوا يرونه ثم يثبت لهم خطؤهم بعد ذلك ولكن بعد فوات الأوان ؟

قد يرى أحدهم أي ضوء لنجم أو أي نور في الأفق كانعكاس النور لأي شيء في الأفق كذرات الغبار أو حتى طائر أو طائرة , فيظن أنه الهلال , بل إن أحدهم رأى انعكاس النور من شعرة من شنبه , فظن أنه الهلال , وقد تضل شياطين الجن الناس فتريهم ما ليس بحق .

سؤال : إذا استحال طلوع الشمس في ساعة ما في بلد ما فهل يجرؤ عاقل على الجزم بطلوعها أو وجودها في الأفق ؟

مثال : تشرق الشمس في مكة الساعة السادسة مثلاً فهل يجرؤ عاقل على القول بطلوعها في نفس الساعة في المغرب أو أمريكا ؟

إذا كنتم تعلمون وتعملون باختلاف أوقات طلوع الشمس وغروبها بين البلدان , فلماذا لا تعملون باختلاف مطالع القمر وأنتم تعلمون بهذا الاختلاف ؟

أين القياس يا أهل أصول الفقه ؟

والسؤال لمن يريد توحيد الأمة في العبادة فيجعل العبادة في غير أوقاتها :

هل أمرك الله بهذا ؟

ألا تعلم أن من شروط العبادة المؤقتة دخول وقتها ؟

لماذا لا توحد الأمة في الصلوات فتجعل الأمة تصلي الصلوات في وقت واحد ؟

وما البلد الذي ستجعله المعيار أو المقياس فتأخذ بطلوع شمسه وغروبها ومطالع قمره وتجعل بقية البلدان تصلي وتصوم معه وكأنها ليس فيها شمس ولا قمر ولا حساب ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق